
علاوة على ذلك، يُعتبر الصبر والتحمل من القيم التي تُعزز من العلاقات الاجتماعية، حيث يُنظر إلى الرجل الصبور والمتسامح كفرد قادر على بناء علاقات قوية ومستدامة مع الآخرين. هذه القدرة على التحمل والصبر في التعامل مع الآخرين تُسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتُساعد في حل النزاعات بطرق سلمية وبناءة. في النهاية، يمكن القول إن الصبر والتحمل ليسا مجرد صفات فردية، بل هما جزء من النسيج الثقافي والاجتماعي الذي يُشكل الهوية العربية. هذه القيم تُعزز من قدرة الأفراد على التكيف مع التغيرات والتحديات، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للرجل العربي.
الصفات التي يقدرها العرب في الرجال تشمل الشجاعة، الكرم، الوفاء، الحكمة، والقدرة على حماية الأسرة والمجتمع. تعتبر هذه الصفات جزءًا من الموروث الثقافي والاجتماعي الذي يعكس القيم والتقاليد العربية. الشجاعة ترتبط بالقدرة على مواجهة التحديات، بينما الكرم يعكس السخاء والعطاء. الوفاء يُظهر الالتزام بالعلاقات والعهود، والحكمة تُقدر في اتخاذ القرارات الصائبة. هذه الصفات مجتمعة تشكل نموذجًا مثاليًا للرجل في الثقافة العربية التقليدية.
الشجاعة: تعتبر الشجاعة من الصفات المترسخة بالرجال العرب، فهي صفة مترسخة بتكوينه؛ تكونت النظرة للشجاعة من البيئة الصحراوية التي عاش بها العرب بالقدم والتي أثرت بشكل كبير على الرجل العربي الأصيل، كما قام العرب بتحديد الشجاعة أنها الصفة المثالية للرجال مصاحبة للحكمة والإيمان والبصيرة.
العفّة والأخلاق الكريمة: فمن صفات الرجل العربي العفّة وطهارة النفس وترفّعها عن الدنايا، فعلى الرّغم من أنّ العرب في الجاهليّة كانوا في عمى وضلالٍ مبين، إلاّ أنّهم عرفوا كثيراً من الأخلاقيّات، فهذا عنترة بن شدّاد له بيتٌ من الشّعر عبّر فيه عن كريم أخلاقه وعفّة نفسه حينما قال:
والرجل يكمن في داخله الشعور بالتميز الذكوري، وهذا الشعور يجعله حريصاً على القيام بدور القيادة والرعاية للمرأة وللأسرة وينبني على هذا الشعور مفهوم القوامة، وهو مفهوم عميق في نفس الرجل.
هي العفو عن المخطئ رغم مقدرة صاحب الحق على عقابه. وهي واحدة من أجمل واسمى شيم العرب.
والمرأة السوية لا تجد مشكلة في التعامل مع قوامة الرجل السوي الذي يتميز فعلاً بصفات رجولية تؤهله لتلك القوامة لأن القوامة التي وردت في الآية القرآنية الكريمة مشروطة بهذا التميز ، يقول تعالى " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " ، فلكي يستحق الرجل القوامة عن حق في نظر المرأة يجب أن يكون ذا فضل وذا قدرة على الكسب والإنفاق، أما إذا اختلت شخصيته فكان ضعيف الصفات، محدود القدرات ويعيش عالة على كسب زوجته فإن قوامته تهتز وربما تنتقل لأيدي المرأة الأقوى بحكم الأمر الواقع وقوانين الحياة.
الشهامة تتطلب أيضًا التحلي بالحكمة والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات الحرجة. في السياق العربي، يُنظر إلى الشهامة على أنها تجسيد للرجولة الحقيقية، حيث يُتوقع من الرجل أن يكون قائدًا وقدوة في مجتمعه.
والمرأة التي تنتزع القوامة من زوجها تصبح في غاية التعاسة (في حالة كونها نور سوية وليست مسترجلة) لأنها تكتشف أنه فقد رجولته وبالتالي تفقد هي أنوثتها.
الأخلاق: تعتبر الأخلاق هي الصفة التي تتوج كافة الصفات الكريمة الأخرى، فبالأخلاق تحمى تلك الصفات من السقطات والمفاسد، ويقصد بالأخلاق هنا حسن التصرف، والاحترام، واللياقة، والابتعاد عن الكذب والخيانة وغيرها العديد من الصفات المشينة الأخرى.
وفي علاقة الرجل بالمرأة نجد أن في أغلب الحالات المرأة هي التي تختار الرجل الذي تحبه، ثم تعطيه الإشارة وتفتح له الطريق وتسهل له المرور، وتوهمه بأنه هو الذي أحبها واختارها وقرر الزواج منها في حين أنها هي صاحبة القرار في الحقيقة, وحتى في المجتمعات التقليدية مثل صعيد مصر أو المجتمعات البدوية نجد أن المرأة رغم عدم ظهورها على السطح إلا أنها تقوم غالباً بالتخطيط والاقتراح والتوجيه والتدبير، ثم تترك لزوجها فرصة الخروج أمام الناس وهو " يبرم " شاربه ويعلن قراراته ويفخر بذلك أمام أقرانه من رؤساء نور العشائر والقبائل.
بِكُلّ تَمّ البَرْمَجَة والتَّصْمِيم مِنْ دَاخِلِ بَيْتِنَا .
في الختام، يمكن القول إن الوفاء والولاء في العلاقات الاجتماعية يمثلان جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية العربية. إنهما قيمتان تعكسان التزامًا عميقًا تجاه الآخرين وتجاه المجتمع ككل، وتساهمان في بناء مجتمع متماسك ومترابط.
وربما يقول قائل: وما تفسيرك للبغاء في النساء، وهو سلوك جنسي تعددي وأيضا الخائنات من الزوجات، والرد على ذلك هو أننا نتكلم عن القواعد في المرأة السوية، أما المرأة البغي والمرأة الخائنة فلكل واحدة منهن تركيبتها النفسية التي تجعلها في عداد الاستثناءات التي تثبت القاعدة ولا تنفيها.